El Radio 9090 FM
#
«الفرحة فى القلوب مش فى الجيوب»

«الفرحة فى القلوب مش فى الجيوب»

إمبارح خدنا الكلام وكنا بنتكلم عن الفرح المصرى، لحد ما وصلنا للحظة الأهم فى الفرح، يعنى أهميتها من أهمية ما لاعب بيحط الجون فى الدقيقة الـ5 من الوقت الضايع فى الشوط الإضافى التانى فى نهائى كاس العالم.

اللحظة اللى بيستغنى فيها أكتر الناس عن وقارهم وكياستهم، ويركبوا فى رجليهم "أبائيب سكتينج"، ويطلعوا يجروا وكل واحد ياخد طبقه تحت باطو، ويبتدى يركز على اللحمة، والرومى والسيمون فيميه، وكل أم واخدة العيلين، ومشيله كل واد منهم طبق، والعيال اللى منهم شيطانه يهفه على الفاكهة ولا السلطة ولا الرز، يتذغد فى ضهره، ويتبصله بصة من نوعية "ركز فى البروتين"، البروتين الحيوانى يا ساذج يا ابن الساذجة، هعلقك لما نروح، والله زى مبؤولك كده.

ده فى حالة إذا ما ساعدك زمانك، وزعقلك نبى، ودعيتلك الحاجة فى ليلة القدر، وكان البوفيه مفتوح، إنما إذا كان البوفيه من نوعية الأطباق اللى هتنزل على الطرابيزة، فالأداء بيختلف! والله زى مبؤلك كده.

كل واحد فى مكانه بيببص بنظرات هادئة من تحت لتحت، يشوف الجرسونات وصلوا لحد فين؟ مع معامل الأطباق اللى نزلت، وحساب الكميات، وتقدير الاحتياجات، مكتب محاسبة كامل بيشتغل بسرعة الفيمتو ثانية، بيكون فى دماغ كل واحد منهم فى اللحظة دى.

يخلص البوفيه من هنا، وكل واحد ياخد ديل الفستان السواريه فى سنانه، ويطلع يجرى ويروح، وكل الناس عادة بتبقى حجتهم، "أصل حمادة عنده امتحانات انتى عارفة ياروحى"، أو مثلا يعنى "معلش يا أختى هنضطر نستأذن انتى عارفة يعنى الشغل الصبح وكده"، مع إن عادة الفرح بيكون فى الصيف ويوم خميس، يعنى لاحمادة بيمتحن، ولا فيه أى شغل الصبح، ولا أى حاجة، بس أهو، كلمتين يطيبوا بيهم الخاطر.

يتبقى بقى عادة أصحاب العريس القريبين، واللى مسحولين معاه من أول اليوم، ولسة هيروحوه، هو الصاحب له عند صاحبه إيه؟ وكام واحدة من صحبات العروسة، برده إضافة لأهلها، بيتبقوا برده، وينتهى الفرح وفقرة "يا سهر الليالى"، ودى كمان بقت مقدسة من غير سبب واضح برده.

المهم، الفرح حدث مهم صحيح فى حياة كل اتنين، قرروا أن يتوجوا قصة حبهم بالجواز، بس لازم نركز فى إنه بداية لحياة، وكل ما الحياة بتكون بسيطة، كل ما بتكون مريحة، ما تتدوش حياتك بتفاصيل مربكة، لأن كتر التفاصيل عمره ما بيخلق فرحة، فرحة حقيقية يعنى.

الفرحة الحقيقية بتخلقوها، لما بتكونوا فرحانين، والناس فعلًا فرحانة لكم، الفرحة مكانها القلوب، مش الجيوب، ومافيش فرحة بتيجى بوجع الدماغ أبدًا، والله اسمع كلامى، زى مبؤلك كده.