El Radio 9090 FM
#
«بلاش حشرية.. وخليك فى أمورك الشخصية»

«بلاش حشرية.. وخليك فى أمورك الشخصية»

ودودين إحنا أوى.. لا ودودين ودودين يعنى، ودودين بزيادة نحب كدا نقرب من بعض ونعرف تفاصيل بعض، ونركز مع بعض، أكتر حتى ما بنركز مع نفسنا، اه والنبى زى مبؤلك كده.

يعنى تلاقى النفر مننا مركز مع أصحابه وقرايبه والدواير اللى حواليه، أكتر ما مركز مع نفسه، الجونال بتاع الراجل اللى قاعد جنبك فى المواصلات، أحلى 100 الف و500 مرة من الجورنال اللى فى إيده.

وموبيل صاحبك اللى فى إيده، أو اللى على الترابيزة، شاشته بتجيب نقل مباشر من النعيم، شغف غريب عندنا لمتابعة أدق أسرار الغير، سواء منه او من غيره، وأحاديث سيرة البشر بالطيب والبطال، هى أكبر سبب لأى تجمع، ولو 2 قاعدين بيتكلموا فى أى حاجة تخصم، إن شاء الله شغل، وتفاصيل هما بس اللى ممكن يفهموها، لازم تلاقى فضولى بتاع مجلة "ماجد"، قاعد ورامى ودنه فى وسطهم، وتلاقيه ممكن يتدخل ويسأل عن التفاصيل ويحاول يفهم، وممكن يدلى بدلوه.. وتاخده الحمية بقى كمان ويغلط ده، ويدافع عن رآى التانى، ولا كأنه عضو منتدب ورئيس مجلس إدارة، وهو البعيد رامى ودنه مش أكتر، هل موضوع الحشرية ده بناخده وراثة مش أكتر؟!

يعنى هو التطور العادى بتاع، أداء أبلة كوثر وطنط اعتماد وتيزة محاسن، اللى هما منين ما يشوفوا أى كائن حى من بداية عمر الرضاعة، لمراحل ما بعد "يلا حسن الختام"، لازم يسألو "ها مش هنفرح بيكى بقى؟"، السؤال السمج اللى كل الناس بتكره، وجميع الطنطات مصرين على طرحه، بجميع ألوانه وأشكاله، زى مثلًا "مش هنشرب شربات قريب؟"، "مش هتعزيمينا بقى على فرحك؟.. يلا عاوزين أخبار حلوة".

الفئة دى مش بتيأس ولا بتزهق، ولا بيفرق معاها النقد الاجتماعى، ولا النظرات اللى بيشوفوها فى عيون اللى بتسألوه، وكلها بتفضى بمعنى واحد، بيقول بمنتهى الصراحة "وأنت مال تييييييت" وتيييت ليه "وانت مال أهلك طبيعى يعنى".

العالم دى لما تدى لهم صباعك، بياكلو دراعك حرفيًا، يعنى لو أنت جارتهم فى الكلام، بعد سؤال "مش هنفرح بيك؟"، "اه يا طنط هو حضرتك نسيتى ولا ايه؟، أنا اتجوزت بقالى سنتين"، "إيييه ده.. شوف الدنيا والنبى نسيت.. طب إيييه ما فيش حاجة فى السكة كدا؟".

حل النوع ده من البشر، إنك أول ما تقابلهم، ويبتدو يسألو.. تقوم مادد إيدك فى جيبك، مطلع لهم إزازة شربات تديهالهم يسأسؤ فيها براحتهم.

الناس اللى مابتبطلش ملاحقة وأسئلة، بيسببو لكل الدوائر اللى حواليهم، توتر دائم، ووجع دماغ، وإرهاق عصبى، وضغط رهيب على حياتهم، اللى أساسًا فيها اللى مكفيها، فلانة متجوزتش عشان محدش له دعوة، فلانة ما خلفتش عشان مش المفروض تسأل.. ان علانة ما نجحش عشان دى أخر حاجة تفرق معاك.. زعيط ساب شغله عشان دى حاجة تخصه.

الناس ما بتحبش تكسف بعضها، والحشرية اللى بنمارسها فى أمور غيرنا، أكتر حاجة بتدايقنا وتنرفزنا، لما غيرنا بيمارسها علينا، فأوعى تضطر لحد إنه يكسفك، لأن عندنا بلاوى فى أمر نفسنا، لو شغلنا نفسنا بيها، وسيبنا أمر الناس للناس، هنفضل مشغولين كل لحظة فى حياتنا، وعلى الناحية التانية بردو أمور حياتك عادة ما تهمش حد، إلا الفئة اللى قولنا عليها، فمش لطيف بردوا، نزود من ممارسات الفودو اللى بتتعمل بشكل مفضوح قوى، لمجرد ان حد يباركلك على خطوبة، ولا جواز ولا عربية جديدة، ولا عيل نجح، ولا بنت اتقرت فاتحتها، ولا شغلانة جديدة عادى.

المباركة والمشاركة فى الفرحة طالما بطريقة ما فيهاش حشرية، شيئ لطيف، وواجب كمان، فالمروض نتقبلها بصدر رحب، بلاش الأفورة بتاعة التهيس والتنتنة من تحت لتحت دى، اللى متخيلين إن محدش واخد باله منها، بينما الكل بياخد باله عادى جدا.

القصد يعنى، الفضيلة بين "الإفراط" و"التفريط"، لا ندفس مناخيرنا فى اللى لينا فيه واللى ملناش فبه من خصوصيات الناس، ولا نستقبل المجاملات العادية بتوجس، وأفش وسوء الظن، اه والله زى مبؤلك كده.