El Radio 9090 FM
#
فن المزايدة

فن المزايدة

 

قالت الإعلامية إسعاد يونس فى برنامجها "زى مبؤلك كده" المذاع على الراديو 9090: "بيقولك آفة حارتنا النسيان، لا والنبى النسيان مقدور عليه أهوه له دواء وأحيانًا النسيان شخصيًا بيبقى دواء".

وأضافت: لكن اللى ملوش دوا وآفة حارتنا بجد هو المزايدة، وأحنا يا مصريين بقينا مبدعين أوى فى فنون المزايدة، والمزايدة عندنا أخدت لها شكل محورى كده وبقت أسلوب حياة.

تصحى الصبح تقول لا إله إلا الله تلاقى اللى بيقولك عليك غضب الله، يا ساتر يا رب جرلنا إيه مش طايقين حيال بعضينا على الأرض ليه كده، مش عارفين نسمع بعض منغير منعلى ونجود ونزايد على بعضنا.

تلتقى مثلًا عالم كباره فى مجال ما إنشالله علوم السرمديات الكوكبية، بيتكلم فى منهجه الراجل والعلم اللى فنا عمره فيه لحد الراجل ما أتب ولبس نضارة أتخن من الخددية، وتلاقى كائن ما أب من تحت الأرض يتهم الراجل بالجهل وهات يا تفنيد فى كلامه، ومصر يثبت أن الراجل مبيفهمش.

طب يا سيد أنت إيه معلوماتك عن السرمديات الكوكبية، طب إيه خلفية حضرتك العلمية أصلًا، أنا دبلوم فنى لحام بس عندى رأى وعايز أقوله.

والله آراء الأخ اللحام دا على عينا ورسنا وممكن كل إنسان طبيعى يقول رأيه بمنتهى الصراحة والوضح، بس منغير منسفه ونتفه من رأى غيرنا، وبالأخص لو غرنا ده دى شغلته أو دراسته أو أكل عيشه، دا المثل بيقولك إن كنت فى روما فافعل ما يفعله أهل روما.

ليه المزايدة بقت سلوك أساسى فى حياتنا اليومية كده، هل دا له أصول تاريخيه مثلًا؟ بالك رجعنا لورا تاريخيًا كده لقينا فعلًا الموضوع له أصول متجذرة فى معاميق تاريخنا، طب بالك نرجع لحد فين قولى، الفراعنة مثلًا.

جدودنا الفراعنة كانوا يعزوا المزايدة زى ضى عنيهم، أهى دى زى مبؤلك كده، الفرعون يموت من هنا تلقى الفرعون اللى بعده منه، حتى لو ابنه يا جدع داخل على معابد ونقوش واسم اللى قبل منه وهاتك هدم ومسح وكسر وتلطيش، وهوب يقوم رازع اسمه ونقوشه مكان نقوش اللى سبقه، تقولش يا خويا من قلة الحطان والعواميد مايحلاش للفرعون من دول إلا الحيطة والعمود اللى كان عليها شغل الخدع اللى قبله، يزايد عليه ويحط نقوشه واسمه ويمحى سرته.

قولت فى عقل بالى، يمكن هما بس الفراعنة اللى كانوا منفسنيين لكن باقى التاريخ ماتلقاش فيه مزايدة أكيد إنشاء الله يعنى.

اتمشيت حبة لقدام كده وعلى ناصية العصر العباسى والفاطمى والأموى رحت نازلة أبص بصة، ألتقيلك المزايدة كانت فن وعلم قائم بذاته عندهم، يطلع الشاعر القيقاع ابن الأخطل المشلوب مثلًا ده يطلع مثلًا يقولك قصيدة غزل فى حببته شلوحة، تانى يوم يلاقى شاعر منافس طالع عامل شعر على نفس الوزن والقافية بيشتم فيه قيقاع وشلوحة وعيلته وعيلتها وقبائلهم، لأما لو الشاعر ده أخلاق يعنى سمبتيك كده تلاقيه عامل قصيدة عل نفس الوزن والقافية بس بمعانى أجمد يعنى عشان يطلع القيقاع نص كم قصاد مين قصاد شلوحة، لدرجة أن المزايدات دى بقت فن قائم بذاته سموه فن المعارضات الشعرية، آه والنبى ذى مبؤلكم كده.

فى عصر السوشال ميديا تبلورت فنون وعلوم المزايدة لدرجة أن البعض بقوا مقطعوين لها 24 ساعة، يخش يزايد على أراءك السياسية والفنية والثقافية والأدبية والعلمية بمجرد ما تحاول تطرحها حتى بس، يكرهك فى اليوم البرتقالى اللى فكرت تكتبلك فيه كلمتين تفك بيهم عن مخزون فكرك أو حتى كتبتهم من باب أنك تبعبع مش أكتر.

المزايد عادة وفى الأغلب مابيبقاش عنده هدف أو نظرية بيزايد عليك عشان يثبتها أو يأكدها، لا لا لا أبسلوتلى، لأنه عادة بيدخل يزايد ويتفه ويسفه فى رأيك، وبعد شوية تلاقيه داخل عند حد تانى بيقول كلام عكس اللى قاله عندك تمامًا لمجرد أنه يزايد ويرازى فى هذا الآخر الغلبان.

عزيزى المزايد أنت مفقوس أوى يا جدع وباين وواضح وممارساتك كلها بلدى أوى يا حسين، أمنتك أمانة يا شيخ الدنيا كلها مش ناقصة مرازية، أقعد يا عم فى حتة ناشفة بس تكون بعيد، ده إيه وجع القلب والهم دا ياختى.