El Radio 9090 FM
#
«باب اللوق».. أول مول فيكى يا مصر من 100 سنة

«باب اللوق».. أول مول فيكى يا مصر من 100 سنة

قالت يونس: "زماااااان.. أيام ماكانت الدنيا لسه فيها خير، قبل ما نسمع عن أن الخضار وحش وفيه اللى فيه، وان الأكل مش عارف ماله، وحاسبى من الخضار والكوسة علشان حرام، والكلام الكتير اللى بقى مالى حياتنا وأيامنا ده".

وأكملت: "زمااان بقى ماكنش فيه الكلام ده، لا كان فيه معلبات ولا مواد حافظة، ولا فى خوف من البروتين الحيوانى أو النباتى، الناس كانت عايشة كده بالبركة، الأسواق فى الشوارع والدنيا سبهللة وآخر حلاوة، أيامها ماكنش فى الامراض اللى بنسمع عنها والعياذ بالله".

بس مع بداية القرن الـ20 كده، كان فى أوبئة الناس بتروح فيها بالآلافات، زى الكوليرا مثلا، قوم الحكومة فكرت فى إيه بقى.. فكرت تعمل أسواق مغطاة على الطراز الأوروبى، حاجة معتبرة وشيك، محلات الأكل جمب بعضها، منظمة، والأسواق مضاءة بالغاز أو بالكهرباء، أيهما أرخص وأقرب، وكمان بيتم حفظ الخضروات بطريقة التبريد الجديدة، ويا سلام بقى لو فى فرع لبنك صغير جوه السوق، ويا سلام يا سلام لو مكتب تليغراف وتليفون عمومى، يبقى كده اتعشت.

الكلام ده اتحط موقع التنفيذ سنة 1911، واتعملت شركة رأسمالها 30 ألف جنيه حتة واحدة، 30 تلاف جنيه، وكان هدفها إنشاء أول سوق حديث ومغطى فى مصر،

وأضافت: "اختاروا إيه بقى.. اختاروا سوق باب اللوق، ليه بقى، علشان أيامها كان ميدان باب اللوق ده مركز تجميع خطوط الترموار، يعنى الناس تقدر تروح وتيجى من السوق بسهولة وببساطة، ممكن مثلا تيجى من حلوان أو الجيزة أو الزمالك، يعنى من أى مكان فى القاهرة".

وكمان أهو فى سوق موجود ومساحته كويسة، وكان مبنى من أيام الخديوى إسماعيل، هوب بدأ الشغل واللى صمم السوق جوزيف قطاوى، ابن عيلة قطاوى الشهيرة، جوزيف ده كان خريج هندسة باريس، شارك فى تصميم محطة مصر بالإسكندرية زى ما كانوا بيقولوا ساعتها يعنى، وعيلته كمان كانوا من كبار ملاك أسهم الترموار، يعنى كلها مكاسب من كل ناحية.

وأوضحت الإعلامية: "جوزيف حط تصميم السوق على شكل حدوة حصان، كان من دورين، الدور الأرضى لمحلات الفاكهة والخضار واللحوم والدواجن، والدور التانى مكاتب إدراية للشحن والتفريغ وفرع لبنك ومكتب تليغراف وتليفون، وبالمرة قالوا نعمل مخابز فرنساوى وقهاوى شيك كده لزوم راحة الناس، وعملوا بدروم كبير لزوم التبريد والتخزين، طب بذمتكم مش ده شبه أى مول موجود دلوقتى؟

الكلام ده كان من أكثر من 100 سنة، سوق باب اللوق، كان أول مول فى مصر بالمعنى الحديث لأيامنا دى، السوق ده شاف أيام عز، يالهوى، أيام ما كان الزبون عادى كده يلاقى المانجا فى يناير والفراولة فى الصيف، ده كلام جرنال الأهرام ساعتها، وكان للسوق اشتراطات صحية زى أوروبا بالظبط، حاجة كده فوق الخيال.

واختتمت يونس: "وبعد أيام العز لازم تيجى أيام وحشة، السوق اتدهور والبدروم اللى كان مخزن للتبريد اتردم، الدور التانى حالته اتدهورت، معظم المحلات قفلت، والواجهة الجميلة للسوق اختفت، ومع الوقت اتحول السوق لأنقاض وبقى شىء لا يحتمل، خسارة أول مول فيكى يا مصر يبقى ده حاله، مع إن حاله بيحكى حالنا إحنا فى الـ100 سنة اللى فاتوا، آه والله زى ما بقولك كده".