أصل كلمة «ولاد الناس»

وقالت فى برنامجها "زى ما بقولك كده"، تبقى ماشى كده فى الشارع وتسمع كلمة "ولاد الناس"، تقعد فى قعدة مع صحابك وتسمع تعليق "فلان ده ابن ناس"، على طول تلاقى لمبة التفكير نورت كده وتسأل نفسك سؤال مهم: "ماهو كلنا ولاد ناس، ولا فى ناس مش ولاد ناس، وإيه حكاية ولاد الناس دول؟".

الحدوتة يا سادة يا كرام بدأت فى العصر المملوكى، آه العصر المملوكى والله زى ما بقولك كده، كان كل سلطان يجى يقعد على عرش مصر، يجيب معاه مماليكه وصبيانه وناسه ويقعد على العرش على قد ما يقعد، الحاشية بتاعته معاه ومماليكه اللى جابهم معاه، وهما الكل فى الكل مافيش كلام فيها.

وتابعت: "يجى بقى يموت أو غيره ياخد السلطنة يقوم السلطان الجديد أول حاجة يعملها إيه؟ يعزل مماليك وحاشية السلطان اللى قبله هم وعيالهم، يطردهم بره القلعة اللى هى كانت وقتها رمز الحكم والسيطرة، وكان اللى قاعد فيها وماسكها هو اللى ماسك مصر وش، واللى كانوا عايشين فى الخير والنعيم يصبحوا يلاقوا نفسهم فى الشارع".

الوضع ده بقى استمر شوية، لحد ما جه سلطان من السلاطين، وحس أن الوضع ده مش لازم يستمر، ليه؟ لأن مماليك السلطان المعزول أو الميت اللى لاقوا نفسهم فى الشارع دول، بيعملوا قلق علشان مابقاش فى إيديهم فلوس، فقرر يكون ليهم مرتبات بياخدوها من الديوان، ومن يومها أطلق عليهم فى دفتر المرتبات "ولاد الناس".

وأضافت: "الوضع ده قعد كتير الصراحة آه، طول فترة الحكم المملوكى وولاد الناس دول بيكتروا كل شوية، ماهو المماليك بردو مكانوش بياعين سبح، كانوا شغالين انقلابات على بعض وغدر على بعض، وكتر ولاد الناس فى بر مصر، كل شوية مملوك يتقلب يمشى الناس بتوعه ينضموا لفريق ولاد الناس ويروحوا يقبضوا المعاش من الديوان".

كتروا ولاد الناس وطبعا المخصصات بتاعتهم بتزيد، قوم بقى لما السلطان يتزنق وما أكتر زنقاته كان يعمل إيه، يقوم لاغى مخصصات ولاد الناس، ولو فى أزمة فى بيت المال عادى تنكسر مرتبات ولاد الناس وتقعد بالشهر والتلاتة والخمسة، عادى بقى.

وصادف أن قنصوة الغورى كان عامل تجريدة، يعنى حملة عسكرية كده، وقرر يصرف للجنود كل واحد 100 دينار، ومرتب 4 شهور وتُمن جمل، الله أعلم ليه تُمن جمل، ولما حس أن الحدوتة وسعت منه قام قايل إن ولاد الناس لازم يطلعوا الحملة وياخدوا نفس المصاريف، واللى عايز يقعد منهم يخليه وياخد مرتب شهر واحد بس.

طبعا فى منهم اللى قعد واللى خرج مع الحملة، بس الغريب بقى أن ولاد الناس كانوا صيع بالفطرة والوراثة، لو بيت المال قطع مرتباتهم يعملوا دوشة وقلق وزيطة، وفى منهم اللى اتحول كمان لقاطع طريق، وولاد الناس كان لسانهم متربن طول ما هم فى السلطة، وأول ما يخرجوا منها يعملوا ضعفاء ومساكين.

واختتمت يونس: "ولاد الناس فضلوا على حالهم، ومع سقوط دولة المماليك، تحت سنابك العثمانلى وبسيوف الخيانة، انتهى من الوجود مصطلح ولاد الناس كمصطلح متداول فى السلطة، لكن فضل المصطلح بين الشعب أن ولاد الناس دول هما اللى كانوا فى عز أوى وبعدين جار عليهم الزمن واتدحدرت بيهم الأحوال، وسبحان مغير الأحوال الناس الأيام دى لو يعرفوا أصل كلمة ولاد ناس أو ابن ناس هيبطلوا يقولوها، آه وحياتك زى ما بقولك كده".