El Radio 9090 FM
#
«ملك القطن»

«ملك القطن»

وقالت إسعاد: "النهاردة عايزة أحكى لكم حكاية ملك القطن، اللى هو ماكنش من الأسرة المالكة، ولا كان من المماليك".

 

وأضافت: "دا كان من عيلة كلها تجار وكان اسمه محمد أحمد فرغلى، من "أبو تيج" وأسرته استقرت فى الإسكندرية، وكان أبوه وجده من كبار تجار الحبوب، ولما أنهى محمد دراسته فى "فيكتوريا كولج" اللى اتخرج منها يوسف شاهين وعمر الشريف وأحمد رمزى، كمل دراسته فى الاقتصاد فى لندن".

 

وأكملت: "لما رجع مصر قرر يشتغل لحسابه الخاص، كان قراره أنه يعمل مزرعة لتربية الخنازير فى المنصورة، وكسب منها كتير، بعدها قرر يدخل مجال بورصة القطن، وفى أول صفقة خسر 4000 جنية مرة واحدة، دا مبلغ كبير أياميها، ولما مات أبوه سنة 1927، قرر أنه يتوسع فى تجارة القطن، بعد ما كانت حصته من التصدير ما بتعديش الـ1%، بعد 10 سنين حصته وصلت 15% من إجمالى القطن المصرى اللى كان بيتصدر للخارج".

 

وقالت: "فى سنة 35 انتخب كوكيل لبورصة مينا البصل وكان أول مصرى ياخد المنصب دا من الأجانب، ساعتها قابله الملك فؤاد وودعه وهو ماشى قاله مع السلامة يا "أحمد بيك"، وبكدة خد أحمد البكوية وفضل يكبر فى مجال تصدير القطن، لدرجة أنه سنة 1949 دخل شراكة لشراء محصول القطن متوسط التيلة بمبالغ وصلت لـ63 مليون دولار بأسعار أياميها ومن ساعتها استحق بجدارة لقب "ملك القطن"، بس ملك القطن ماكنش بتاع قطن بس، دا عمل شركات واستثمر أراضى، وكمان أحمد بيك أول واحد استخدم الرشوة فى الانتخابات، كان بيدفع للصوت جنيه مصرى كامل ودة مبلغ كبير جدًا، حتى مندوبه كان بيدى للمنتخب نص الجنيه والنص التانى بعد ما ينتخب "ملك القطن"، علشان يضمن".

 

وأضافت: "الراجل كان صريح فى مذكراته جدًا وقال كل الكلام دة بالتفصيل، بس ملك القطن ماكنش ملاك، وبالضرورة ماكنش شيطان، لما قامت ثورة يوليو، أممت ممتلكاته اللى كانت تقدر بحوالى 8 مليون جنيه، ولجنة التأميم قررت أنها تمنح مرتب شهرى 2 جنيه ونص فى الشهر، وكانت صدمة كبيرة".

 

وأوضحت: "مع أنه خبرة فى مجال القطن، طلبه أحد البنوك الإنجليزية، للعمل كمستشار لكن رفض، وقرر يفضل فى مصر علشان يفيد البلد، لكن الحكومة قررت أنها تديله مرتب للعمل كمستشار مؤسسة القطن المصرى بـ100 جنيه فى الشهر، فى الوقت اللى اتعرض عليه بإنجلترا 25 ألف جنية فى الشهر، ولما صاحبه نقل شكوته للوزير كان رده: "خلى فرغلى يبيع نجفة وهايعيش بتمنها سنة".

 

واختتمت: "حدوتة ملك القطن اتكررت كتير مع ناس تانية ماقدرتش مصر تستفيد منهم، وكانت النتيجة ضياع مجهودات ناس تعبت فى فلوسها، وتساوى ملك القطن بمحمد فوزى اللى كمان اتأمم، وضاع القطن يا ولدى".