El Radio 9090 FM
#
فن تنظيم الجنازات

فن تنظيم الجنازات

وقالت إسعاد: "قاعدة بفر فى تاريخ مصر الملكية، وإذا بيا أقف قصاد مواطن مصر سنة 1933 المواطن اسمه نبيل بولس روفائيل، بيوصى أن جنازته تخرج من كنيسة بعينها فى شبرا وأن العربية اللى تحمل الجثمان يجرها 4 خيول على الأقل ويكون لونهم أسود، وأن عدد الزردخانجية اللى تعنى حاملو المباخر أمام الجنازة، والزردخانجية دول مايقلوش عن 6 أنفار".

 

وأضافت: "ده غير باقى الوصية المتعلقة بالكتابة على الشاهد وأدق تفاصيل العزا والنعى، يمكن الموضوع غريب شوية، غريبة أننا نتكلم عن جنازة فى برنامج ساخر، ده إيه وجع القلب ده يا ربى، بس معلش اشتروا منى للآخر، اللى وقفنى فى الحكاية أن مواطن مصرى عادى جدًا من سكان شبرا وموظف حكومى ومع ذلك مهتم بالنظام والدقة فى حدث زى ده، سألت نفسى كدة إحنا ليه بطلنا نهتم بتنظيم المناسبات، سواء الخاصة أو العامة، يعنى مثلًا تلاقيهم بيقولوا مهرجان الفن الحلازومى، ولا افتتاح سلسلة محلات السحلية السعيد، أو ماراثون ربيع العمر، أى فاعلية أيًا كانت تلاقى قمة التنظيم بتاعها البلالين اللى شبه الرشوت دى، وبعدين التحليق على الزحمة، عالم عمالة تتلم وتصور، وتزعق وتنادى، فى حاجة كدة أشبه بيوم الحش، لحد ما كل واحد يقرر يروح لحاله وبهذا تنتهى الفاعلية ويلموا السجاد ويفسوا البلالين، وقضيت، أه زى ما بقولك كدة".

 

وأوضحت: "حتى الجنازات يا مؤمن، والنبى أمنتك أمانة يا مواطن، يرضيك اللى بيجرى فى الأوقات الصعبة اللى بودع فيها العزيز والغالى، يعنى البنى آدم يعيش زى ما يعيش ويخدها بالطول أو بالعرض، بس أقل واجب يعنى أنه لما يودع يبقى آخر نص ساعة فى حياته حاجة محترمة، حقه يعنى وربنا، بس اللى بيجرى حاجة تانية خالص".

 

وتابعت: "شوف كدة آخر جنازة لشخصية عامة شوفتها كانت لمين، وأراهنك لو المشهد أتغير عن مشهد زحمة الأفران البلدى، وناس حزانى وحالهم كرب، ومصورين مصرين يسجلوا لحظات الاكتئاب والشحتفة، وتصريحات من نوعية تقول إيه للمرحوم، أو أوصفلنا شعورك فى اللحظة دى، على أساس أنه المفروض يرد بابتسامة عريضة ويقوله أنا فى غاية السعادة أنا جاى أهزر، وظيفة منظمين المناسبات دى ليها تخصصات دولية دلوقتى مبقتش بس شركات صغيرة، لا الموضوع ده فى شركات عابرة للقارات، كل مهمتهم فى الدنيا يخدوا المناسبة أيًا كانت وبتطلع أحلى ما تتصور أنت شخصيًا، والحاجة تحصل بالدقيقة، كل حاجة محسوبة وفى وقتها هو بردو بينى وبينك منقدرش ننكر أن فى محاولات للموضوع ده هنا، فى شركات بتحاول تعمل الموضوع ده هنا، أينعم أغلبهم مركزين فى الأفراح وفى لون كسوة الكراسى وعدد الشمع، بس اهو محاولات يمكن بكرة تطور وتبقى شركات كبيرة، خصوصًا وإحنا بدور على السياحة بشمعة".