El Radio 9090 FM
#
«جروبى».. ذكريات من الزمن الجميل

«جروبى».. ذكريات من الزمن الجميل

وقالت يونس فى برنامجها "زى مابؤلك كده": "عايزين نتقابل يا جماعة.. طب فين فين! نتقابل فين؟ هو فى غيره "جروبى".

 

وأنا بسمع الحوار ده افتكرت جيل الستينات وهل لسه فى حد بيروح جروبى يا جدعان؟ كان حاجة شيك كده وتحس إنك اتنقلت ناقلة تانية خالص، يا أخى ده جروبى ده دخل الأغانى الشعبية فى مصر، وكان حدوتة وبيتضرب بيه المثل لما حد يلاقى حد متعنتظ كده فيقوله: "إيه يا أخى هو أنت شغال فى جروبى؟".

 

الذاكرة قعدت ترجع بيا لورااااا مع حرصى التام أن ذاكرتى ماتخبطش فى أى ذكريات مالهاش لازمة وأنا راجعة، وفى نفس الوقت قررت أجيب قرار حدوتة "جروبى".

 

وتابعت: "جروبى.. اللى بنعدى عليه وبنتحسر على أيام زمان، ولاد الأيام دى مايعرفوش عنه حاجة، وإنه كان مكان بيتقابل فيه العشاق وكبارات البلد والسياسيين والجواسيس، وكل لون وملة".

 

مين بقى جروبى دا؟ جروبى دا اسمه جاكومو جروبى، اتولد فى بلد صغيرة كدا على الحدود الإيطالية السويسرية، ومن صغره كان عيل شاطر جدا وبيفهم فى شغلانة الحلويات، ولما كبر وبقى شاب حليوة كده، راح مارسيليا اشتغل شوية، وبعدها شد الرحال على مصر، ليه مصر! واحد مولود على الحدود الإيطالية السويسرية وبيشتغل فى مارسيليا، يشد الرحال على مصر ليه!

 

وأوضحت: "أيوه يا حبيبى ده زمان، أنت بتقارن النهاردة بزمان! أنا هقولك ليه مصر، مصر كانت بلد الاستثمارات والفرص، مصر كانت مطمع لأى حد عايز يجرب ويتاجر، شوف العجب، كان الخديوى إسماعيل عمل نقلة حضارية للقاهرة خلتها تنافس أى عاصمة أوروبية، وعادى يعنى".

 

كان جروبى نزل الأول فى إسكندرية، وقام فاتح محل بتاع شيكولا، وجمبه مصنع بيعمل فيه بضاعته بنفسه، المحل ابتدى يتعرف، ووسط زحمة البيع والشرا اتعرف جروبى على بنت أوروبية من عيلة قافشة كدا، وهوب راح متجوزها، ونقل نشاطه إلى القاهرة، وفى القاهرة المحروسة، قام فاتح محل جمب الأوبرا الخديوية، والأوبرا الخديوية دى فضلة خيرك كانت موجودة فى ميدان الأوبرا جراج متعدد الطوابق، والحدوتة بقت ماشية تمام وآخر حلاوة.

 

وتابعت: "وفى ليلة من ذات الليالى، والحاج جروبى قاعد بيفكر إزاى يطور نفسه وإزاى يكبر المحل، قالك بس تاهت ولقيتها ياض يا جروبى، عمل جنينة جمب المحل ووسع النشاط، وجاب فرق موسيقية تعمل حفلات، وبقى جروبى ده أرقى مكان للسهر وسماع المزيكا، وشوية كدا وقالك ماتيجى نعمل أيس كريم، كان صايع بردو جروبى ودماغه حلوة يعنى، فصمم عجلة تلف فى الشارع بالأيس كريم بتاعه، ماهو البضاعة مش هتفضل جوه وبس، وبقى أيس كريم جروبى أشهر من نار على علم والفلوس نزلت زى المطر".

 

راح عمل مصنع ومزرعة، علشان يضمن أن الشغل هيخرج يروح على المحلات كله سخن كله فريش، وكمان شوية عمل مكان لتربية المواشى لزوم اللحمة واللبن، من الآخر الخواجة جروبى سيطر على كل تفاصيل المحل، وكان ضامن جودة أى حاجة بتتقدم تحت شعار "جروبى".

 

وابن الخواجة جروبى اللى جه بعده، فتح محل اسمه إيه يا حلوين؟ اسمه "الأمريكيين" فى شارع عماد الدين، كان زى جروبى كده بس على الضيق، قال علشان يبيع للطلبة والموظفين، شغل وبيزنس بقى.

 

واختتمت: "تلف الأيام، ويموت جروبى وابنه، وتقوم ثورة يوليو ويبقى جروبى بيت للخبرة بالنسبة للرئاسة وأى احتفال كبير، أعياد للثورة ماشى، السد العالى شغااال، وتمر الستينات والسبعينات وتيجى التمانينات وورثة جروبى يبيعوا المحل اللى مستواه بقى فى النازل، فى النازلب زى حاجات كتير.. مصر".

 

"ويفضل من جروبى ذكريات زمن عدى لسه بنقول عليه زمن جميل".