حدوتة ملتوتة: «التعلب والاستئذان»
وقالت منصور: "كان يا مكان كان فيه راجل عند جنينه حلوة كبيرة وكلها شجر وورد ونخل كانت جنينة جميلة فيها كل أنواع الفاكهة، الراجل ده كان بيهتم بالجنينة جدا ويحافظ عليها ويراعيها لحد ما الشجر بدأ يطرح فاكهة برتقال وموز وتفاح وعنب كل أنواع الفاكهة والزرع بقى أخضر مخلى الجنينة كلها خضرا.. الأزهار بدأت تتفتح وبقى شكلها جميل وريحتها ملت المكان كله".
وأضافت: "فى يوم مر تعلب قدام الجنين وكان جعان جدا بص على الجنينة لقى فيها فاكهة كتيرة وورد وشجر وقف قدام الجنينة وهو بيسأل نفسه الجنينة كلها فاكهة وأنا جعان بس أنا هدخل إزاى السور عالى أوى وأنا جعان أوى أنا لازم أفكر وفضل التعلب يفكر وهو بيلف حوالين الجنينة علشان يلاقى طريقة يدخل بيها وياكل بعد وقت لقى مكان يعرف يدخل منه لقى فاتحة صغيرة فى آخر السور من تحت ويدوب تعديه بالعافية فضل يحاول يعدى منها علشان يدخل لحد ما نجح ودخل وبدأ ياكل من كل الأشجار والفاكهة لحد ما بطنه اتملت على الآخر وبقى تعبان مش قادر يتحرك من مكانه من كتر الأكل ولا قادر حتى ياخد نفسه".
وتابعت: "قعد يبص حواليه لحد ما لقى شجرة بصيلها وقال أنا هنام هنا بقى شوية أريح من كتر الأكل وهعمل نفسى ميت علشان لما الراجل صاحب الجنينة يجى يفتكر أنى ميت فياخدنى يخرجنى بره الجنينة وأهرب.. جه الراجل صاحب الجنينة وأول ما دخل شاف قشر برتقال وموز وورد مرمى على الأرض فعرف إن فيه حد دخل الجنينة من غير ما يستأذنه وإنه كمان أكل من حاجة مش بتاعته وخلى المكان مش نضيف والزرع متبهدل وقطف بعض الورو والراجل زعل جدا وغضب وقعد يدور فى الجنينة على مين اللى عمل كده لحد ما شاف التعلب وهو نايم تحت الشجرة وبطنه منفوخة على الآخر عرف إنه هو اللى عمل كده فقال بقى أنت بقى اللى عملت كده، أنت اللى أكلت من زرعى وقطعت ورودى أنا هوريك أنا هضربك على راسك وهكسرك من كتر الضرب".
واستكملت: "التعلب سمع كده قام بسرعة وجرى والراجل يجرى وراه لحد ما استخبى منه والراجل فضل يدور عليه وهو مش لاقيه، فقال طب أنا بقى مش هسيب الجنينة وهفضل قاعد هنا لحد ما تجوع وتظهر تانى فات وقت وجاع التعلب، وخرج علشان ياكل فشافه الراجل راح جارى التعلب بسرعة وخرج من الفتحة اللى دخل منها وهو بيقول للراجل الفاكهة اللى أنت زارعها حلوة أوى وأنا كلت مناه وشبعت بس أنا جيت عشان جعان وخرجت بردو وأنا جعان.. الراجل بصله وقاله عشان أنت ما استأذنتش وأخدت حاجة مش بتاعتك وعقابك أنك تفضل كده.. التعلب سمع الكلام وحط وشه فى الأرض وهو مكسوف وزعلان فجأة سمع صوت الراجل بينادى يا تعلب يا تعلب خد دى.. دى برتقانة كلها لحد ما تلاقى مكان تاكل منه بس ابقى استأذن الأول.. التعلب خد البرتقانة وهو فرحان وبيقول أنا آسف أنا مش هعمل كده تانى أنا اتعلمت إنى لازم استأذن الأول قبل ما أعمل الحاجة".
